تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أنور عبد اللطيف > فى الليلة الظلماء تحضر  آمال الروبى

فى الليلة الظلماء تحضر  آمال الروبى

جاءنى صوت الدكتورة آمال الروبى أستاذة التاريخ المصرى والرومانى من مقرها العلاجى بأستراليا قويا بمنطقها وإن بدا واهنا لعارض صحى شرحته لى:  مازلت فى دور التحاليل منذ وجودى فى سيدنى قبل 6 أشهر عند نجلى المهندس شادى. وأتابع العلاج ولا أخشى الغسيل إذا كان قدرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله وإذا مرضت فهو يشفين. ادعو الله لعالمتنا بالشفاء ففى الليلة الظلماء لابد أن يحضر البدر، ولا يمكن أن يمر الجدل  حول كليوباترا دون سماع صوت أستاذة التاريخ المصري والروماني، وصاحبة "رسائل لنساء فى مصر القديمة"  

  قالت الدكتورة آمال الروبى: يبدو ان المغرضين يظنون أن باستطاعتهم محو تاريخ الشعوب بنشر أكاذيب ليصدقها  الناس، والحقيقة ان كليوباترا السابعة (69 إلى 30 ق.م) كانت واحدا من حاكمين أذلوا روما فى مجدها، كانت أصولها يونانية مقدونية لكنها ملكة مصر، أما الرد على ادعاء بشرتها السوداء فأحيله إلى شاعر رومانى يدعى جوفينال، كان مشهورا بشعر الهجاء، كل قصائده تتمحور حول رذائل الحكام وخاصة الإمبراطور دومتيانوس، ووصف محتالى الحكم فى روما بآكلة لحوم البشر، ويصف نساء روما بأنهن أنانيات، سلطات، مخرفات، مسرفات، كثيرات الشجار، متعجرفات، مغرورات، محبات للنزاع لا يكدن يتزوجن حتى يطلقن، ويستبدلن الكلاب المدللة بالأطفال، وعندما نفاه أغسطس قيصر لمصر نتيجة لعلاقته غير الشرعية بابنة زوجته كتب قصيدة قذف فى مصر والمصريين، ويخلص من هذا الوصف إلا أنه لا تكاد توجد فى روما ولا مصر امرأة خليقة بأن تكون زوجة. لأن «الزوجة الصالحة عصفور نادر»!

 وبالطبع منهن كليوباترا التى اتهمها بأنها تخطط لزواجها من يوليوس قيصر وبنفوذها، أعد أنصارها مشروع قانون يسمح لقيصر روما أن يتزوج ثانية، وبعد أن أنجبت لبطليموس طفلا جاءت الى روما، ومشت فى شوارعها وحضرت لقاءات جماهيرية وشاهدها الشعب الرومانى أثناء سير مواكبها فى روما وحضرت لقاءات مع مفكرين فى مكتبة الاسكندرية، لكن هذا الشاعر سليط اللسان جوفينال ولا غيره رغم عدائه لكليوباترا لم يتحدث عن لونها أو سوادها ابدا، فكيف ويأتى باحث عن الشهرة وجاهل يؤلف فيلما وثائقيا وينشر هذه الادعاءات الباطلة، وكأنهم لا يريدون الاعتراف بحكمتها وقوة نفوذها على القيصر بينما كانت زوجة القيصر الاولى شقيقة الإمبراطور مازالت زوجته. وخشى الرومان أن تحكم روما بكليوباترا وهى ملكة أجنبية، لذلك كان الحل الأسهل هو قتل قيصر أثناء دخوله المجلس قبل الموافقة على تعديل القانون، ولم يكن فى وسعهم قتل كليوباترا، وبسببها تحول نظام الحكم فى روما من  الجمهورية الى النظام الملكى الشرقى، بحجة أن العرافين تنبأوا بأن جيش روما لن ينتصر على الفرس دون ملك على رأسه، ولم يكن فى وسع  مجلس الشيوخ اتخاذ أى إجراء ضدها. وهذا السر هو الذى جعل الشاعر الشتام الهجاء جوفينال يصب كل هجائياته على كليوباترا فى عصر الإمبراطور اوكتافيانوس، وانهال على معتقدات المصريين وهو الجانب الذى سجله المؤرخون والمستشرقون، وكأن التاريخ يعيد نفسه، لماذا لا يتعرضون للمذابح ونهب الشعوب وتعذيب الأسرى فى ضياعهم  ومنازلهم!

أما الحاكم الشرقى الثانى الذى اذل روما فهو هانيبال (247 - 182ق.م) فلم يخش الرومان فى حياتهم غير هانيبال القائد القرطاجنى - تونس الحالية ـ فوصفوه بأنه أقوى المحاربين فى التاريخ بجيش يضم 37 فيلا ومجموعة من الثيران، لكن بخطط عسكرية محكمة لذلك حوله المؤرخون الغربيون المغرضون بعد هزيمته من محارب عظيم إلى مصاص دماء، بالضبط كما سفهوا تاريخ كليوباترا!

لم يذكروا حضورها حلقات المناقشات الطبية والفلسفية فى مكتبة الإسكندرية، واحترامها العقائد المصرية، ولا خطط الملكة حماية مملكتها من أطماع الرومان بالسطو عليها ونهب ثرواتها المعدنية، ولم تكتف روما بسد حاجتها من القمح المصرى فى عهدها بل خطط الرومان للاستيلاء على مصر حتى تحقق ذلك عام ٣٠ق.م.

وحينما أضيف رؤية العالمة الجليلة آمال الروبى، عن الافتراءات التى تعرضت لها كليوباترا، إلى ما قاله المستشرق الغربى إميل لودفيج فى روايته كليوباترا وتركيزه على حكمها الذى استمر عشر سنوات كقصص صراع على السلطة ومؤامرات ومغامرات غرامية وتخطيطها الناجح الوحيد كان فى الانتحار، اذا ما اضيف ذلك الى المسلسل  الساذج الوثائقى الاخير عن حياة كليوباترا «السوداء» يتأكد ما قاله المفكر العربى الكبير جميل مطر إن مدرسة الاستشراق الغربى حاولت إلصاق الأسلوب التآمرى بمنظومة السلوك السياسى العربى حتى صار التآمر فى بعض كتابات المؤرخين الغربيين سمة ثابتة فى تناولهم تاريخنا السياسى!

الخلاصة كما قالت الدكتورة آمال الروبى - شفاها الله وعافاها - أن الأعداء يحاولون إبعاد مصر وإرباك هويتها عن مجالها  الحيوى المصري العربي الإفريقى المتوسطى التى لا يختلف عليه منصفان، لذا ينبغى على كل مصرى الاعتزاز ببلاده واستيعاب تاريخها خاصة فى الظروف القاهرة!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية